الثلاثاء، 25 يوليو 2017

اعتبارات حول الصورية في العقود

ان الصورية تعني إبرام مستند تعاقدي سري بين الفرقاء في الوقت نفسه الذي ابرم فيه العقد الاساسي  من شأنه أن يعارض بمضمونه بعض مضمون العقد الاساسي أو كله. من هنا فان الصورية من الممكن أن تكون عامة او نسبية.
من فوائد الصورية النسبية أي التي تقع على بعض عناصر العقد, أنها تسمح للفرقاء بان يبرزوا العقد الاساسي امام الغير دون أن يعرضوا مصالحهم المبرمة في العقد السري للمخاطر تجاه هذا الغير ذلك انه من المهم أن لا تتعارض الصورية النسبية مع الزامية القيام بموجب إعلام الغير الذي تفرضه بعض النصوص القانونية
اما الصورية العامة فهي التي تؤدي إلى ايجاد عقد مختلف تماما عن العقد الاساسي الذي يكون صوريا بين الفرقاء ولكن يكون معتدا به تجاه الغير. 
اما فيما خص القيمة القانونية فانه يجب التمييز بين القيمة القانونية بين المتعاقدين وتلك المتعلقة بالغير. ذلك ان الصورية تعني أن العقد السري هو الذي يعتد به بين الفرقاء لانه هو الذي يعبر عن الارادة الحقيقية. من هنا أهمية اثباته بالكتابة. 
اما بالنسبة للغير, فان العقد الوحيد الذي علم به الغير هو العقد الظاهر وبالتالي فان الفرقاء في العقد السري لا يمكنهم أن يعتدوا بالعقد السري تجاه الغير, في حين أن هذا الغير يمكنه أن يعتد تجاه المتعاقدين بالعقد الظاهر او بالعقد السري. 
إذا اراد الغير الاعتداد بالعقد السري, فان عليه أن يقوم بتقديم دعوى إعلان الصورية أي أن يطلب من القضاء إعلان وهمية العقد الظاهر ويمكن لهذا الغير أن يثبت وجود الصورية بجميع وسائل الاثبات. 
يبقى القول لنه إذا تنازع شخصان من الغير على تطبيق العقد السري أو العقد الظاهر فان الاولية فيما بينهما هي للعقد الظاهر.

لا تعتبر صورية العقد بحد ذاتها سببا من اسباب بطلان العقد او افساد العقد إلا إذا كانت  الصورية تهدف إلى الغش على القانون.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.