صناعة الدواء والمساس بالحق في الحياة العائلية الطبيعة
انتجت شركة (يو سي بي) دواء يسمى ديستيلبين وقد تناولت منه السيدة (اكس) جرعات متعددة وفقا لوصفات طبية, ثم تبين رسميا وفقا لدراسات علمية ان هذا الدواء يسبب مشاكل لدى الاجنة المولودين من النساء اللواتي تناولنه.
بالفعل, اصيبت السيدة ( واي), ابنة السيدة ( اكس) بتشوه خلقي في الرحم حرمها من الانجاب وجعلها عاقرا.
تقدمت السيدة (واي) بدعوى قضائية امام شركة (يو سي بي) للمطالبة بالتعويض عن حرمانها من حياة عائلية طبيعية, الامر الناجم من انعدام الانجاب بفعل الدواء الذي تناولته والدتها اثناء حملها بها.
طالبت شركة (يو سي بي) برد طلب التعويض مدلية ان السيدة (واي) قد تبنت مع زوجها طفلا وانها بالتالي لم تحرم من حياة طبيعية عادية.
اعتبرت محكمة الاستئناف ان التعويض المطالب به يوجب ان تكون المستدعية قد اصيبت باعاقة تمنعها من اقامة حياة عائلية عادية وكذلك تحرمها من علاقات حميمية, وانه يستفاد من اوراق الملف ان السيدة (واي) تعيش مع زوجها وانها تبنت طفلا الامر الذي يجعل حياتها العائلية طبيعية ايضا, مما يوجب رد طلبها.
محكمة التمييز الفرنسية ايدت قرار محكمة الاستئناف وردت الطعن التمميزي.
من الناحية القانونية, يأتي هذا القرار ليبين ان المسؤولية المفترضة قانونا لشركات تصنيع الاودية عن الخطأ الذي ارتكبته في التصنيع لا يكون من شأنه ان ينفي واجب الضحية باثبات الضرر الذي اصابها.
اما من الناحية الاجتماعية, فان هذا القرار يبين ان مفهوم " الحياة العائلية" لا يتوقف عند انجاب الاولاد طالما ان هناك حلول اخرى اختارها الفرقاء بمحض ارادتهم.
لا بد من الاشارة الى ان هذا القرار لا يلق اذانا صاغية في الدول التي تحرم التبني تطبيقا لنظامها العام الدولي الخاص.
(قرار صادر عن محكمة التمييز الفرنسية, الغرفة المدنية الاولى, في جلسة علنية بتاريخ 28 نوفمبر 2018, رقم الطعن : 17-26279 )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.